Tag Archives: مسلمين

التفكير الإيجابي في الاسلام – 10 أسباب تدعوك للتفاؤل

IMG_1301

نستيقظ صباحاً، نبحث عن هواتفنا، نلقي نظرة على آخر تغريدات تويتر حول العالم مع فنجان القهوة الصباحي.. العناوين: جريمة قتل، حرب، إرهاب، تعنيف، حوادث سيارات، غرق، تعذيب…

في نهاية اليوم، نشاهد نشرة الأخبار المسائية، مقاطع الموت و الخراب و الجريمة في كل مكان.

خلال النهار، في العمل أو الجامعة نحن أيضاً مهمومون: كيف أنهي المشروع في الوقت المحدد؟ هل في رصيدي ما يكفي من المال لدفع الإجارات و الفواتير المترتبة علي هذا الشهر؟ كيف أوفر لرحلتي القادمة؟ كيف علي أن أقدم لوالدي و أقاربي؟ هل قضيت وقتاً كافياً مع عائلتي؟ كم شخصاً أعجب بكتاباتي على فيس بوك؟ كيف لي أن أنظم أوقات صلواتي في أيام العمل الشاق؟ عليّ أن أجد بعض الوقت لأهتم بصحتي و أقوم ببعض التمارين!

إذا كنت ممن ينطبق عليه ما سبق فسوف تلاحظ بأنك يوماً بعد يوم و مع تراكم كل ذلك في عقلك الباطن (على الأقل) قد قتلت إيجابيتك! من السهل جداً أن تقع في هذه الدوامة إن لم تكن مؤمناً و حذراً و ستفقد القدرة على رؤية الصورة الأكبر للأشياء و الهدف الأكبر للحياة.

إذا كنت كذلك، اقرأ معي 10 أسباب تحثك كمسلم أن تبقى إيجابياَ:

  1. التركيز على الصورة الأكبر

في كثير من المواضع في القرآن الكريم يذكرنا الخالق بأن كل مافي الدنيا فان و مؤقت و أن الهدف الحقيقي هو أبعد من اليوم و غداً و بعد 5 أو 10 سنوات و أن عليك العمل بإيمان و عزيمة مهما كان يومك سهلاً أو صعباً، فذلك لن يدوم. ومن أجمل ما قيل في هذا النطاق: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً

بالنظر إلى الصورة الأكبر و إيمانك بوجود الجنة و النار فإنه و برغم علمك بنهاية المسيئين، أنت أيضاً تعلم بأن باب التوبة مفتوح دائماً، و بأنه بإمكانك البدء من الصفر و بناء حياة جديدة و نظيفة تخلصك و تسعدك في الدنيا و الآخرة.

  1. الله يعدنا بالتيسير

إذا استعنت على مصابك بالصبر و الإيمان فإن الله يعدك بالتيسير: (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) –  سورة الشرح

مثلاً، عندما ذكر الله تعالى مسألة الطلاق و هي من أصعب الأوقات التي من الممكن أن تمر على الإنسان و تؤثر سلباً على نفسيته. في سورة الطلاق، قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل على الله فهو حسبه) – سورة الطلاق

  1. الإيجابية صفة من صفات المؤمنين
    قالَ رَسُولُ اللهِ: (عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ)  رواهُ مُسْلِمٌ .”
  1. المسلم يشكر الله في جميع الأحوال

لقد حثنا الرسول عليه الصلاة و السلام بأن نشكر الله عند سماعنا أخباراً جيدة أو سيئة على حد سواء.

عند تلقي الرسول عليه الصلاة و السلام لخبر سار كان يقول: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ) و عند تلقيه لخبر سيء كان يقول: (لْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ) –
‏اأخرجه ابن ماجه ( 2 / 422 ) و ابن السني ( رقم 372 ) و الحاكم ( 1 / 499 ) وصححه الألباني في “السلسلة الصحيحة” ( 1 / 472 )

  1. التفكير الإيجابي هو اتباع لرسول الله عليه الصلاة و السلام

كان محمد عليه الصلاة و السلام شخصيةً تشع بالإيجابية برغم جميع ما تعرض له من إهانات و صعوبات في مكة. كان دائم البحث عن طرق يطمئن بها المسلمين الأوائل مثلاً.

و في أقرب فرصة، أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة حيث هناك حاكم عادل لايظلم عنه أحد. لقد كانت هذه الحادثة هي أول علامة من علامات حرية الاعتقاد في الإسلام. و بعد سنوات من ذلك، وجد الرسول عليه الصلاة و السلام حلاً دائماً لهم للعيش بسلام و النمو بالمجتمع حيث أذن لهم بالهجرة إلى المدينة.

كان عليه الصلاة و السلام إيجابياً لدرجة أنه كان يدعو لأكثر الناس عداوة له و لرسالته بالهدايه، حتى دخل الكثير منهم الإسلام و من أبرزهم كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

كانت ثقة الرسول عليه الصلاة و السلام بالله مصدر إيجابيته و توكله و لعل أكثر القصص المؤثرة في هذا الموضع، قصته مع أبو بكر رضي الله عنه و جملته (لا تحزن، إن الله معنا) – تأملوها جيداً: (إن الله معنا).

  1. لقد حثنا الرسول على نشر الأخبار الطيبة

  (عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ‏ بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا)

  1. الإيجابية سمة من سمات الصحابة

إذا كنت قد قرأت قصص الصحابة رضي الله عنهم ستجد العديد من الأمثلة الدالة على التفكير الإيجابي و النظر للأمور بصورتها الأكبر. من كلمات السيدة خديجة رضي الله عنها عندما قدم إليها الرسول بعد نزول الوحي للمرة الأولى، لقصص الكرم التي اتصفت به السيدة عائشة رضي الله عنها برغم حاجتها، لنشر جعفر بن أبي طالب و مصعب بن العمير للاسلام في أصعب المناطق، لإصرار عبد الله بن المكتوم على الأذان و الصلاة برغم فقده للبصر و إسلام الكثير من العبيد برغم ما عانوه من أسيادهم في تلك الفترة نتيجة لذلك.

  1. المتفائل إنسان ناجح

يقول واتسون تشرشهيل ( المتشائم يرى الصعوبات في جميع الفرص، أما المتفائل فهو يرى الفرص في جميع الصعوبات)

عليك التركيز على الحل، لا المشكلة. ابحث عن الفرص، لا الأعذار. الإيجابية و الاجتهاد هي أهم صفات الفائزين في الدنيا و الآخرة.

  1. الإيجابية أفضل لصحتك

بناءً على العديد من الدراسات الحديثة عن المتفائلين و المتشائمين، تمت ملاحظة ما يلي على المتفائلين:

+ يعيشون مدة أطول

+ يعانون من الاكتئاب و التوتر بنسبة أقل

+ يعيشون بسلام داخلي و تصالح مع الذات

+ أقل عرضة لمشاكل ضغط الدم

+ أكثر تحملاً للمشاكل و التعامل مع الظروف الصعبة

  1. المتفائل إنسان محبوب

تنجذب الناس بطبيعتها نحو الأشخاص الإيجابيين فهم أناس يحبون العمل الجماعي و يبحثون دائماً عن الحلول. بعكس الأشخاص دائمي التذمر و النقد و محبي المشاكل.

في نهاية هذا المنشور البسيط، إليك 10 عادات تساعدك على البقاء إيجابياً:

  1. ركز على الحلول لا المشاكل
  2. دائماً فكر بالصورة الأكبر للمواقف و الأحداث
  3. طور من نفسك و أوجد طرقاً جديدة لفعل الأشياء الروتينية
  4. توكل على الله عز و جل
  5. قف بتوازن بين الخوف و الأمل – التفاؤل و الموضوعية
  6. ابدأ يومك بأدعية و أذكار
  7. أحط نفسك بأناس إيجابيين، مبدعين و ملهمين
  8. اعمل دائماً على تنشيط جسدك
  9. ابتسم دائماً
  10. لا تصدق كل ما تسمعه في الأخبار و اعمل على تحسين الوضع بدلاً من الشعور بالذنب السلبي

رحلة مسلمين في اليابان

IMG_0430قبل انطلاقنا في رحلتنا إلى اليابان حيث شاركت ميسم في المؤتمر الآسوي للتغذية بمدينة يوكوهاما اليابانية، لم يكن لدينا الكثير من التوقعات عما سوف نشهده في ذلك البلد، غير أننا كنا متحمسين للقاء اليابانيين و التعرف أكثر على شغفهم بالتكنولوجيا و اختراعاتهم التي تملأ العالم، بالإضافة إلى أخلاقهم العالية.

كوننا مسلمين كان قلقنا الوحيد متعلقاً بنوعية الطعام التي سنتناولها، ولكننا لم نفكر بها ملياً حيث كانت الخطة بأن نتحول إلى نباتيين ل 10 أيام. لم نكن لنتوقع بأنها ستكون مشكلتنا الأكبر خلال الرحلة!

شوارع اليابان مليئة بمطاعم السوشي و الشعب الياباني يعشق الطعام البحري، على عكسنا تماماً! المشكلة الأكبر كانت عند اكتشافنا بأننا لن نستطيع شراء أي شيء مقلي، حتى و إن كان نباتياً فهو بأغلب الأحيان مقلي بزيت مستخلص من دهن الخنزير!

عدم معرفتنا باللغة اليابانية زاد من المشكلة، حيث و بالرغم من تعلمنا لكلمة (كحول) و (خنزير) لتفادي شراء أي شيء يحتوي على أي منهما، فإن اللفظ قد يختلف بحسب استخدام المكون في الطعام. مما يعني بأنه و لو قيل لنا بأن الطعام لا يحتوي على الكحول أو مشتقات الخنزير، فإنه بالأغلب يحتوي على أحدها ولكن اللفظ على علبة الطعام مختلف عما تعلمناه.

كنا قد تعودنا على أكل سندويشات الجبنة أو النوتيلا أو زبدة الفول السوداني و بعض الفواكه و الخضروات (التي نعرفها) . بقينا على هذا الحال حتى وجدنا تطبيق على الهاتف مخصص للمسلمين في اليابان يدعى HalalNavi – يعمل التطبيق على إعطائك اقتراحات لمطاعم حلال أو مطاعم نباتية، مع طريقة الوصول إليها و اقتراحات المستخدمين الآخرين للتطبيق على جودة المطاعم المقترحة.

ليس ذلك فحسب، فقد أرشدنا التطبيق إلى مطاعم تركية  حلال. و عند الوصول إلى المطعم اكتشفنا بأن المطعم شركسي تركي! لم نكن يوماً لنتخيل بأي شكل من الأشكال بأن نجد مطعماً شركسياً في وسط العاصمة اليابانية طوكيو!

رغم أن زيارتنا كانت قصيرة، إلا أننا لم نقابل إلا أناساً في قمة الأخلاق و التواضع. لدرجة أننا كنا قد بدأنا نشك بمصداقية هذه الأخلاق التي لم نقابل مثلها لدى أي شعب على هذا المستوى الواسع.

 في أحد الليالي ،، وفي طريق عودتناإلى الفندق في يوكوهاما،كنا نستقل المترو ،،  صعد أحد الشباب اليابانيين و جلس بجانب زوجي الذي كان يجلس على المقعد المقابل لنا ، كان واضحاً على الشاب علامات الشرب ، فقد كان فاقداً لتوازنه يتمايل يمينا و يساراً، حتى غلبه النعاس و بدأ يميل برأسه  ويغفو ، بدا و كأنه قد شعر بأنه وصل إلى سريره  فرفع رجليه على المقعد. نظرت إلى زوجي ، كان الغضب واضحاً جلياً في ملامحه وكان وجهه قد احمرّ من شدّة الانفعال ! قلت في نفسي: “رح يتقاتلوا – مافي مجال.” و ما كان من زوجي إلا أن دفع قدمي الرجل إلى الأرض بقوّة و قبل أن يبدأ بالكلام، انتفض الشاب و بدأ بالاعتذار مراراً و تكراراً حتى خرج من المترو تاركاً الدهشة تعلو وجوهنا.

تذكرني الحادثة ببيت شعر جميل للشاعر السوري بدوي الجبل:

أغضب صديقك تستطلع سريرته … للسر نافذتان السكر والغضب

IMG_0444 (1)

خلال الأيام العشرة التي قضيناها في اليابان، لم نقابل سوى امرأتين أو ثلاث من المحجبات فنسبة المسلمين في اليابان لا تتعدى الواحد بالمئة لذلك لم يكن لباسنا مألوفاً للعوام. أثناء سيرنا و تنقلنا، كنا نشعر بنظرات المارة و تساؤلاتهم عما نرتدي، و لكن و من شدة أدبهم و حتى لا يضايقنا أحد منهم بنظره إلينا ، كان الجميع يزيل نظره عنا ما إن نستدير باتجاههم.

قابلنا الكثير من اليابانيين الذين كانو يقفون و يشيرون إلى حجاباتنا سائلين عنها أو مطرين عليها. سمعنا كلمة “كاوايي” كثيراً و هي تعني جميل باللغة اليابانية. فأغلب الظن أنهم كانوا قد أعجبوا به. كما أن البعض طلب صورة تذكارية معنا.

 على الرغم من  الصعوبات البسيطة التي واجهناها في البحث عن طعام مناسب، فقد قضينا أجمل أيام العمر خلال تلك الأيام العشر. و رغم أن لباسنا و شكلنا لم يكن مألوفاً لدى اليابانيين، إلا أننا لم نقابَل سوى بالترحيب و حسن الخلق من هذا الشعب الرائع.

Tokyo, Japan | 15 May 2015
Tokyo, Japan | 15 May 2015

Read the post in English.